المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3944 (17) باب أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون

[ 2022 ] عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون.

رواه أحمد (1 \ 375) والبخاري (5950) ومسلم (2109) (98).
(17) ومن باب أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون

قوله: ( أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ) مقتضى هذا: ألا يكون في النار أحد يزيد عذابه على المصورين. وهذا يعارضه مواضع أخر، منها قوله تعالى: أدخلوا آل فرعون أشد العذاب وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (أشد الناس [ ص: 431 ] عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه) و(قوله: أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام ضلالة) ومثله كثير.

ووجه التلفيق: أن الناس الذين أضيف إليهم: (أشد) لا يراد بهم كل نوع الناس بل بعضهم المشاركون في ذلك المعنى المتوعد عليه بالعذاب، ففرعون أشد الناس المدعين للإلهية عذابا، ومن يقتدي به في ضلالة كفره أشد ممن يقتدي به في ضلالة بدعة. ومن صور صور ذات الأرواح أشد عذابا ممن يصور ما ليس بذي روح، إن تنزلنا على قول من رأى تحريم تصوير ما ليس بذي روح، وهو مجاهد ، وإن لم نتنزل عليه، فيجوز أن يعني بالمصورين الذين يصورون الأصنام للعبادة، كما كانت الجاهلية تفعل، وكما تفعل النصارى ، فإن عذابهم يكون أشد ممن يصورها لا للعبادة، وهكذا يعتبر هذا الباب. والله تعالى أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية