المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
354 [ 181 ] وعن عبد الله بن عمرو ; قال : رجعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة . حتى إذا كنا بماء بالطريق . تعجل قوم عند العصر ، فتوضؤوا وهم عجال ، فانتهينا إليهم ، وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ويل للأعقاب من النار . أسبغوا الوضوء .

وفي رواية ; قال : تخلف عنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر سافرناه ، فأدركنا وقد حضرت صلاة العصر فجعلنا نمسح على أرجلنا ، فنادى : ويل للأعقاب من النار .

رواه أحمد ( 2 \ 193 ) ، والبخاري ( 60 ) ، ومسلم ( 241 ) ، وأبو داود ( 97 ) ، والنسائي ( 1 \ 78 ) .


[ ص: 497 ] و (قوله : " فجعلنا نمسح على أرجلنا " ، قد يتمسك به من قال بجواز مسح الرجلين ، ولا حجة له فيه لأربعة أوجه :

أحدها : أن المسح هنا يراد به الغسل ، فمن الفاشي المستعمل في أرض الحجاز ، أن يقولوا : تمسحنا للصلاة ; أي : توضأنا .

وثانيها : أن قوله : " وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء " يدل على أنهم كانوا يغسلون أرجلهم ; إذ لو كانوا يمسحونها ; لكانت القدم كلها لائحة ، فإن المسح لا يحصل منه بلل الممسوح .

التالي السابق


الخدمات العلمية