المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4012 (8) باب كراهية أن يقول: "أنا" عند الاستئذان، والنهي عن الاطلاع في البيت وحكم المطلع إن فقئت عينه

[ 2063 ] عن جابر بن عبد الله قال: استأذنت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من هذا؟ فقلت: أنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا، أنا. كأنه كره ذلك.

رواه أحمد (3 \ 320) والبخاري (6250) ومسلم (2155) (39) وأبو داود (5187) والترمذي (2711) والنسائي في عمل اليوم والليلة (328) وابن ماجه (3709).
[ ص: 478 ] (8) ومن باب كراهية أن يقول: "أنا" عند الاستئذان

قول جابر - رضي الله عنه -: استأذنت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (من؟ ) دليل على جواز الاستئذان من غير ذكر اسم المستأذن ، إلا أن الأحسن أن يذكر اسمه كما تقدم في حديث أبي موسى ، ولأن في ذكر اسمه إسقاط كلفة السؤال والجواب.

وكراهة النبي - صلى الله عليه وسلم - قول جابر في جوابه: "أنا، أنا" يحتمل أن يكون لذلك المعنى. ويحتمل: أن يكون لأن (أنا) لا يحصل بها تعريف، وهو الأولى. وقيل: إنما كره ذلك لأنه دق عليه الباب على ما روي في غير كتاب مسلم ، وفي هذا التأويل بعد; لأنه إنما فهمت الكراهة عنه من قوله: ( أنا، أنا ) ولم يذكر الدق، ولا نبهه عليه، فكيف يعدل عما نطق به وكرره منكرا له، ويصار إلى ما لم يجر له ذكر؟!

التالي السابق


الخدمات العلمية