المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4018 (9) باب نظرة الفجأة، وتسليم الراكب على الماشي، وحق الطريق

[ 2068 ] عن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري.

رواه أحمد (4 \ 358) ومسلم (2159) (45) وأبو داود (2148) والترمذي (2776).
(9 و 10) ومن باب نظر الفجأة وتسليم الراكب على الماشي

قوله: ( سألته عن نظرة الفجأة فأمرني أن أصرف بصري ) الفجاءة: بضم الفاء والمد والهمز: مصدر فجأني الأمر يفجؤني فجاءة: إذا صادفك بغتة من غير قصد. ومنه: قطري بن الفجاءة اسم رجل. ويقال: فاجأني، يفاجئني، مفاجأة، وفجاء.

وإنما أمره أن يصرف بصره عن استدامة النظر إلى ما وقع عينه عليه أول [ ص: 483 ] مرة، وإنما لم يتعرض لذكر الأولى; لأنها لا تدخل تحت خطاب تكليف; إذ وقوعها لا يتأتى أن يكون مقصودا، فلا تكون مكتسبة، فلا يكون مكلفا بها، فأعرض عما ليس مكلفا به، ونهاه عما يكلف به; لأن استدامة النظر مكتسبة للإنسان; إذ قد يستحسن ما وافقه بصره، فيتابع النظر، فيحصل المحذور - وهو النظر إلى ما لا يحل - ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: (لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الثانية).

التالي السابق


الخدمات العلمية