المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4191 [ 2098 ] وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يمتلئ جوف الرجل قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا.

رواه أحمد (2 \ 288) والبخاري (6155) ومسلم (2257) والترمذي (2851) وابن ماجه (3759).
و(قوله: أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد:


ألا كل شيء ما خلا الله باطل

) الباطل هنا: أراد به: المضمحل المتغير، الذي هو بصدد أن يهلك ويتلف، وهذا نحو من قوله تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه ولا شك في أن هذه الكلمات أصدق ما يتكلم به ناظم أو ناثر; لأن مقدمتها الكلية [ ص: 528 ] مقطوع بصحتها وشمولها عقلا ونقلا، ولم يخرج من كليتها شيء قطعا إلا ما استثني فيها، وهو: الله تعالى، فإنه لم يدخل فيها قطعا، فإن العقل الصريح قد دل على أن كل ما نشاهده من هذه الموجودات ممكن في نفسه، متغير في ذاته، وكل ما كان كذلك كان مفتقرا إلى غيره، وذلك الغير إن كان ممكنا متغيرا كان مثل الأول; فلا بد أن يستند إلى موجود لا يفتقر إلى غيره، يستحيل عليه التغير، وهو المعبر عنه في لسان النظار: بواجب الوجود. وفي لسان الشرع: بالصمد المذكور في قوله تعالى: قل هو الله أحد الله الصمد وبقوله: أن الله هو الحق المبين وعند الانتهاء إلى هذا المقام يفهم معنى قوله تعالى: كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وللكلام في تفاصيل ما أجمل مواضع أخر.

التالي السابق


الخدمات العلمية