المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4183 (31) باب من عرض عليه طيب أو ريحان فلا يرده، وبماذا يستجمر؟

[ 2122 ] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل، طيب الريح.

رواه أحمد (2 \ 320) ومسلم (2253) وأبو داود (4172) والنسائي (8 \ 189).
[ ص: 558 ] (31) ومن باب من عرض عليه ريحان فلا يرده

الريحان: كل بقلة طيبة الريح. قاله الخليل. والمراد به في هذا الحديث: كل الطيب; لأنه كله خفيف المحمل، طيب الريح; ولأنه قد جاء في بعض طرق هذا الحديث: (من عرض عليه طيب) بدل: (ريحان).

و(قوله: خفيف المحمل، طيب الريح ) المحمل - بفتح الميمين - ويعني به: الحمل، وهو مصدر: (حمل) وبفتح الأولى وكسر الثانية: هو الزمان والمكان. وقد يقال في الزمان بالفتح في الثانية. والمحمل-أيضا-: واحد محامل الحاج. والمحمل - بكسر الأولى وفتح الثانية -: واحد محامل السيف. وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا القول إلى العلة التي ترغب في قبول الطيب من المعطية. وهي: أنه لا مؤونة ولا منة تلحق في قبوله; لجريان عادتهم بذلك، ولسهولته عليهم، ولنزارة ما يتناول منه عند العرض، ولأنه مما يستطيبه الإنسان من نفسه، ويستطيبه من غيره.

وفيه من الفقه: الترغيب في استعمال الطيب، وفي عرضه على من يستعمله.

التالي السابق


الخدمات العلمية