المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4297 (16) باب طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم وعرقه ولين مسه

[ 2241 ] عن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله، وخرجت معه فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا، قال: وأما أنا فمسح خدي قال: فوجدت ليده بردا - أو ريحا - كأنما أخرجها من جؤنة عطار.

رواه مسلم (2329) (80).
[ ص: 121 ] (16 و 17 و 18 و 19 و 20 و 21) ومن باب: طيب رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم

وحسن شعره وشيبه، وحسن خلقه


قول جابر رضي الله عنه: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى " هذا من باب إضافة الاسم إلى صفته، كما قالوا: مسجد الجامع. وقد تقدم القول فيه، يعني بالصلاة الأولى: صلاة الظهر، فإنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم . ويحتمل أن يريد بها صلاة الصبح، لأنها أول صلاة النهار.

و (قوله: " فوجدت ليده بردا أو ريحا ") هذه " أو " الأولى أن تكون بمعنى الواو لا للشك، لأنها لو كانت شكا، فإذا قدرنا إسقاط " أو ريحا " لم يستقم تشبيه برودة يده بإخراجها من جؤنة عطار، فإن ذلك إنما هو تشبيه للرائحة، فإذا حملت " أو " على معنى الواو الجامعة استقام التشبيه للرائحة، والإخبار عن وجدان برودة اليد التي تكون عن صحة العضو، ويحتمل أن يريد بالبرودة برودة الطيب، فإنهم يصفونه [ ص: 122 ] بالبرودة، كما قال الشاعر:


وتبرد برد رداء العرو س في الصيف رقرقت فيه العبيرا

و " الجؤنة ": بضم الجيم، وفتح النون: هي سفط يحمل فيه العطار متاعه، قاله الحربي ، وهو مهموز وقد يسهل، وقال صاحب العين: هو سليلة مستديرة مغشاة أدما.

التالي السابق


الخدمات العلمية