المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4439 [ 2325 ] وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد".

وفي رواية: فتحرك الجبل؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد". وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص.

رواه أحمد ( 2 \ 419 )، ومسلم (2417)، والترمذي (3696).
و (قوله: " فتحركت الصخرة، فقال: اهدأ فما عليك ") كذا صح هذا اللفظ هنا بسكون الهمزة على أنه أمر من " هدأ " المذكر، وعليك: بفتح كاف خطاب المذكر، مع أنه افتتح الكلام بذكر الصخرة، فكان حق خطابها أن يقال: اهدئي فما عليك، فتخاطب خطاب المؤنث، لكنه لما كانت تلك الصخرة جبلا خاطبها خطاب المذكر، وقد تقدم مثل هذا كثيرا.

و (قوله: " فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد ") بأو التي هي للتقسيم [ ص: 291 ] والتنويع، فالنبي: رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصديق: أبو بكر ، والشهيد: من بقي رضي الله عنهم، وهذا من دلائل صحة نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن هؤلاء كلهم قتلوا شهداء. فأما عمر : فقتله العلج، وأما عثمان فقتل مظلوما، وعلي : غيلة، وأما طلحة والزبير : فقتلا يوم الجمل منصرفين عنه تاركين له، وأما أبو عبيدة فمات بالطاعون، والموت فيه شهادة.

التالي السابق


الخدمات العلمية