المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4548 [ 2400 ] وعن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة قالت : ألا يعجبك أبو هريرة؟ جاء فجلس جنب حجرتي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك، وكنت أسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه ؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم .

رواه أحمد ( 6 \ 118 )، ومسلم (2493)، وأبو داود (3655)، والترمذي (3639).


[ ص: 436 ] و (قول عائشة رضي الله عنها " ألا يعجبك ") هو بضم الياء وفتح العين وكسر الجيم مشددة ، ومعناه : ألا يحملك على التعجب النظر في أمره ؟ قالت هذا منكرة عليه إكثاره من الأحاديث في المجلس الواحد ، ولذلك قالت في غير هذه الرواية : " إنما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه " ، تعني أنه كان يحدث حديثا قليلا ، ويحتمل أن تريد بذلك أنه كان يحدث حديثا واضحا مبينا بحيث لو عدت كلماته أحصيت لقلتها وبيانها ، ويدل على صحة هذا التأويل قولها " ما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسرد الحديث سردكم هذا " .

والصفق بالأسواق : التجارة فيها ، وقد تقدم أنهم كانوا يتواجبون بالأيدي فيصفق أحدهما في كف الآخر ، فإذا فعلوا ذلك وجب البيع ، فسمي البيع صفقا بذلك ، وقد تقدم هذا .

والسبحة : النافلة ، وأسبح : أصلي - مأخوذ من التسبيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية