المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4612 (82) باب ما ذكر في فضل أويس القرني - رضي الله عنه -

[ 2446 ] عن عمر بن الخطاب ، قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن خير التابعين رجل يقال له أويس، وله والدة، وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم".

رواه أحمد ( 1 \ 38 )، ومسلم (2542) (224) . 50
(82) ومن باب ما ذكر في أويس القرني - رضي الله عنه -

اختلف في نسبه ، فقيل : أويس بن عامر بن جزء بن مالك ، وهو الصحيح . وقيل : أويس بن أنيس ، وقيل : أويس بن الخليص المرادي ، ثم القرني - بفتح الراء - منسوب إلى قرن ، قبيلة معروفة . كان رحمه الله من أولياء الله المختفين الذين لا يؤبه لهم ، ولولا أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخبر عنه ، ووصفه بوصفه ، ونعته ، وعلامته لما عرفه أحد ، وكان موجودا في حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وآمن به ، وصدقه ، ولم يلقه ، ولا كاتبه ، فلم يعد في الصحابة . وقد أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه من التابعين حيث قال : " إنه خير التابعين " . وقد اختلف في زمن موته ، فروي عن عبد الله بن [ ص: 496 ] مسلم قال : غزونا أذربيجان زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعنا أويس القرني، فلما رجعنا مرض علينا ، فحملناه فلم يستمسك فمات، فنزلنا ، فإذا قبر محفور ، وماء مسكوب، وكفن وحنوط، فغسلناه، وكفناه، وصلينا عليه، فقال بعضنا لبعض : لو رجعنا فعلمنا قبره ، فإذا لا قبر ولا أثر .

وروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : نادى رجل من أهل الشام يوم صفين : أفيكم أويس القرني ؟ فقلنا : نعم ، قال : إني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : " أويس القرني خير التابعين بإحسان " . وعطف دابته فدخل مع أصحاب علي . قال عبد الرحمن : توجد في قتلى أصحاب علي رضي الله عنهما .

وله أخبار كثيرة ، وكرامات ظاهرة ، ذكرها أبو نعيم ، وأبو الفرج الجوزي في كتبهما . وأويس تصغير أوس ، وأوس : الذئب ، وبه سمي الرجل، وقيل : إنه سمي بأوس الذي هو مصدر أست ، الرجل أوسا : إذا أعطيته ، فالأوس : العطية .

التالي السابق


الخدمات العلمية