المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4619 (85) باب ما ذكر في فارس

[ 2451 ] عن أبي هريرة قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ وآخرين منهم لما يلحقوا بهم [الجمعة: 3] قال رجل : من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثا - قال : وفينا سلمان الفارسي - قال : فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال : " لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء" .

وفي رواية : "لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس - أو قال من أبناء فارس - حتى يتناوله" .

رواه أحمد ( 2 \ 417 )، والبخاري (4897)، ومسلم (2546) (230 و 231)، والترمذي (3310)، والنسائي في الكبرى (8278).


(85) ومن باب : ما ذكر في فارس

(قوله تعالى : وآخرين منهم لما يلحقوا بهم [الجمعة: 3] هو مخفوض معطوف على الأميين ، ويجوز أن يكون منصوبا معطوفا على الضمير في يعلمهم . ولما يلحقوا بهم : أي لم يدخلوا في الإسلام ، ولم يوجدوا وسيوجدون .

[ ص: 506 ] وأحسن ما قيل فيهم أنهم أبناء فارس بدليل نص هذا الحديث . وقد كثرت أقوال المفسرين في ذلك . وقد ظهر ذلك للعيان، فإنهم ظهر فيهم الدين ، وكثر فيهم العلماء، فكان وجودهم كذلك دليلا من أدلة صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - .

التالي السابق


الخدمات العلمية