المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
426 [ 218 ] وعنه ; قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب ، فقال : كيف يفعل يا أبا هريرة ؟ فقال : يتناوله تناولا .

رواه مسلم ( 283 ) ، والنسائي ( 1 \ 197 ) .


و (قول أبي هريرة لما قيل له : كيف يفعل ؟ قال : " يتناوله تناولا ") يعني : أن يتناول منه ، فيغتسل خارجه ، ولا ينغمس فيه ، وهذا كما قال مالك ، حيث سئل عن نحو هذا ، فقال : يحتال . وهذا كله محمول على غير المستبحر . وأما إذا كان كثيرا مستبحرا بحيث لا يتغير فلا بأس به ; إذ لم يتناوله الخبر .

وللإجماع على أن الماء إذا كان بحيث لا تسري حركة المغتسل أو المتوضئ إلى جميع أطرافه فإنه لا تضره النجاسة إذا لم تغيره ، وهو أقصى ما فرق بين القليل والكثير في المياه ، والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية