المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4663 (10) باب في ثواب المرضى وذوي الآفات إذا صبروا

[ 2476 ] عن عبد الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته بيدي ، فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أجل ، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم،" قال: فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجل"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها" .

وفي رواية: قال : "نعم، والذي نفسي بيده ما على الأرض مسلم يصيبه ..." وذكره.

رواه أحمد ( 1 \ 381 )، والبخاري (5647)، ومسلم (2571).

[ 2477 ] وعن عائشة قالت: ما رأيت رجلا أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رواه أحمد ( 6 \ 172 )، والبخاري (5646)، ومسلم (2570) (44)، والترمذي (2397)، وابن ماجه (1622).

[ 2478 ] وعن الأسود قال: دخل شباب من قريش على عائشة وهي بمنى وهم يضحكون فقالت: ما يضحككم؟ قالوا: فلان خر على طنب فسطاط فكادت عنقه - أو عينه - أن تذهب، فقالت: لا تضحكوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت بها عنه خطيئة" .

رواه أحمد ( 6 \ 279 )، والبخاري (5640)، ومسلم (2572) (46)، والترمذي (965).


[ ص: 544 ] (10) ومن باب : ثواب المرضى وذوي الآفات إذا صبروا

الوعك : تمريغ الحمى ، وهو ساكن العين . يقال : وعكته الحمى ، تعكه ، وعكا ، فهو موعوك ، وأوعكت الكلاب الصيد ، فهو موعك : إذا مرغته في التراب . والوعكة : السقطة الشديدة في الجري . والوعكة أيضا : معركة الأبطال في الحروب . و ( أجل ) بمعنى : نعم .

ومضاعفة المرض على النبي صلى الله عليه وسلم ليضاعف له الأجر (في الآخرة) وهو كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه " . وفي الحديث الآخر : " نحن معاشر الأنبياء يشتد علينا البلاء ، ويعظم لنا الأجر " .

التالي السابق


الخدمات العلمية