المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4721 (23) باب الأمر بالصدق والتحذير عن الكذب وما يباح منه

[ 2514 ] عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب ؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا" .

رواه أحمد ( 3 \ 19 )، والبخاري (6094)، ومسلم (2607) (105)، والترمذي (2191)، وابن ماجه (4007).


و (قوله : " عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإياكم والكذب . . . " الحديث) يهدي : يرشد ويوصل ، والبر : العمل [ ص: 591 ] الصالح أو الجنة ، كما قدمناه . والفجور : الأعمال السيئة . و (عليكم) من ألفاظ الإغراء ، المصرحة بالإلزام ، فحق على كل من فهم عن الله تعالى أن يلازم الصدق في الأقوال ، والإخلاص في الأعمال ، والصفاء في الأحوال ، فمن كان كذلك لحق بالأبرار ووصل إلى رضا الغفار . وقد أرشد الله تعالى إلى ذلك كله بقوله عند ذكر أحوال الثلاثة التائبين فقال : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [التوبة: 119] والقول في الكذب المحذر عنه على الضد من القول في الصدق ، وقد تقدم القول في البر والفجور والهدى .

التالي السابق


الخدمات العلمية