المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4160 (28) باب عذبت امرأة في هرة

[ 2530 ] عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ، لا هي أطعمتها وسقتها ؛ إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض" .

رواه البخاري (3318)، ومسلم (2242) في البر والصلة (133 و 134).

[ 2531 ] وفي رواية : "دخلت امرأة النار من جراء هرة لها - أو هر - ربطتها ، فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها ترمم من خشاش الأرض ؛ حتى ماتت هزلا" .

رواه أحمد ( 2 \ 261 )، ومسلم (2619)، وابن ماجه (4256) كلهم من حديث أبي هريرة.


[ ص: 605 ] (28) ومن باب : عذبت امرأة في هرة

و (قوله : " دخلت امرأة النار من جراء هرة لها ") أي : من أجل ، وفيه لغتان : المد والقصر ، وظاهر هذا أن الهر يملك ، لأنه صلى الله عليه وسلم أضاف الهر للمرأة باللام التي هي ظاهرة في الملك ، وقد تقدم الخلاف في ذلك .

وفيه ما يدل على أن الواجب على مالك الهر أحد الأمرين : إما أن يطعمه ، أو يتركه يأكل مما يجده من الخشاش ، وهي : حشرات الأرض وأحناشها . وقد [ ص: 606 ] يقال على صغار الطير ، وهو بالخاء المعجمة ، ويقال بفتح الخاء وكسرها . وحكى أبو علي القالي فيها الضم ، فأما الخشاش بالكسر لا غير : فهو الذي يدخل في أنف البعير من خشب ، والخزامة من شعر ، فأما الخشاش بالفتح : فهو الماضي من الرجال . قال الجوهري : وقد يضم . وترمم : بفتح التاء والميم المشددة للعذري والسحري ، وهي الصحيحة . وعند بعضهم : ترمم بضم التاء وكسر الميم الأولى . والثلاثي هو المعروف ، ومعناه : يأكل ، مأخوذ من المرمة ، وهي : الشفة من كل ذات ظلف .

التالي السابق


الخدمات العلمية