المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4756 (30) باب الوصية بالجار وتعاهده بالإحسان

[ 2536 ] عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثه" .

رواه أحمد ( 6 \ 238 )، والبخاري (6014)، ومسلم (2624) (140)، وأبو داود (5151)، والترمذي (1942)، وابن ماجه (3673).

[ 2537 ] ونحوه ، عن ابن عمر ، وقال: "حتى ظننت أنه ليورثنه" .

رواه البخاري (6015)، ومسلم (2625) (11).


(30) ومن باب : الوصية بالجار

(قوله : " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثه ") قد تقدم أن الجار يقال على المجاور في الدار ، وعلى الداخل في الجوار ، وكل واحد منهما له حق ، ولا بد من الوفاء به ، وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ، وقوله : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره " . ولما أكد [ ص: 611 ] جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم حق الجوار ، وكثر عليه من ذلك ، غلب على ظن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سيحكم بالميراث بين الجارين . وهذا يدل على أن هذا الجار هنا هو جار الدار ، لأن الجار بالعهد قد كان من أول الإسلام يرث ، ثم نسخ ذلك ، كما تقدم ، فإن كان هذا القول صدر من النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر ، فقد كان التوارث مشروعا ، فمشروعيته واقعة محققة غير منتظرة ، ولا مظنونة ، وإن كان بعد ذلك فرفع ذلك الحكم ونسخه محقق ، فكيف تظن مشروعيته ؟! فتعين أن المراد بالجوار في هذا الحديث هو جوار الدار ، والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية