المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5300 (32) باب التحذير من الرياء والسمعة ومن كثرة الكلام ومن الإجهار

[ 2542 ] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشريكه" .

رواه أحمد (2 \ 301)، ومسلم (2985)، وابن ماجه (4202).


[ ص: 615 ] (32) ومن باب : التحذير من الرياء والسمعة

قوله تعالى : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك ") أصل الشرك المحرم : اعتقاد شريك لله تعالى في إلهيته ، وهو الشرك الأعظم ، وهو شرك الجاهلية ، ويليه في الرتبة اعتقاد شريك لله تعالى ، في الفعل ، وهو قول من قال : إن موجودا ما غير الله تعالى يستقل بإحداث فعل وإيجاده ، وإن لم يعتقد كونه إلها ، ويلي هذا في الرتبة الإشراك في العبادة ، وهو الرياء . وهو أن يفعل شيئا من العبادات التي أمر الله تعالى بفعلها له لغير الله ، [وهذا هو الذي سيق الحديث لبيان تحريمه ، وأنه مبطل للأعمال ، لهذا أشار بقوله : " من عمل عملا أشرك معي فيه غيري ، تركته وشريكه " وهذا هو المسمى بالرياء ، وهو على الجملة مبطل للأعمال ، وضده الإخلاص ، وهو من شرط صحة العبادات ، والقرب . وقد نبهنا على معاقدهما ، واستيفاء ما يتعلق بهما مذكور في الرقائق .

التالي السابق


الخدمات العلمية