المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5318 (37) باب ما جاء أن أمر المسلم كله له خير ولا يلدغ من جحر مرتين

[ 2555 ] عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر وكان خيرا له .

رواه أحمد ( 4 \ 332 )، ومسلم (2999).


[ ص: 630 ] (37) ومن باب ما جاء أن أمر المؤمن كله له خير ، ولا يلدغ من جحر مرتين

(قوله : عجبا لأمر المؤمن ؛ إن أمره كله له خير ) المؤمن هنا هو العالم بالله ، الراضي بأحكامه ، العامل على تصديق موعوده ، وذلك أن المؤمن المذكور إما أن يبتلى بما يضره ، أو بما يسره ، فإن كان الأول صبر واحتسب ورضي ، فحصل على خير الدنيا والآخرة وراحتهما ، وإن كان الثاني ، عرف نعمة الله عليه ومنته فيها ، فشكرها وعمل بها ، فحصل على نعيم الدنيا ونعيم الآخرة .

و (قوله : " وليس ذلك إلا للمؤمن ") أي المؤمن الموصوف بما ذكرته ؛ لأنه إن لم يكن كذلك لم يصبر على المصيبة ولم يحتسبها ، بل يتضجر ويتسخط ، فينضاف إلى مصيبته الدنيوية مصيبته في دينه ، وكذلك لا يعرف النعمة ولا يقوم بحقها ولا يشكرها ، فتنقلب النعمة نقمة والحسنة سيئة - نعوذ بالله من ذلك - .

التالي السابق


الخدمات العلمية