المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4768 [ 2562 ] وعن أبي سعيد الخدري قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ، ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه ، تعلمنا مما علمك الله . قال: "اجتمعن يوم كذا وكذا" ، فاجتمعن ، فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله، ثم قال: " ما منكن من امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كانوا لها حجابا من النار" . فقالت امرأة منهن : واثنين ، واثنين ، واثنين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واثنين ، واثنين ، واثنين.

رواه أحمد (3 \ 34 )، والبخاري (101)، ومسلم (2633).


و (قوله صلى الله عليه وسلم للنساء : " اجتمعن في يوم كذا ") يدل على أن الإمام ينبغي له أن يعلم النساء ما يحتجن إليه من أمر أديانهن ، وأن يخصهن بيوم مخصوص لذلك ، لكن في المسجد أو فيما كان في معناه ، حتى تؤمن الخلوة بهن ، فإن تمكن الإمام من ذلك بنفسه فعل ، وإلا استنهض الإمام شيخا يوثق بعلمه ودينه لذلك ، حتى يقوم بهذه الوظيفة ، وفي هذا الحديث ما يدل على فضل نساء ذلك الوقت ، وما كانوا [ ص: 641 ] عليه من الحرص على العلم والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكما قالت عائشة - رضي الله عنها - : نعم النساء نساء الأنصار ، لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين .

التالي السابق


الخدمات العلمية