المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
442 [ 228 ] وعن ميمونة ، قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يباشر نساءه فوق الإزار ، وهن حيض .

رواه البخاري ( 303 ) ، ومسلم ( 295 ) ، وأبو داود ( 267 ) ، والنسائي ( 1 \ 189 - 190 ) .


[ ص: 555 ] (20) ومن باب ما يحل من الحائض

(قوله : " أمرها أن تأتزر في فور حيضتها ") الائتزار : شد الإزار على الوسط إلى الركبة ، وقال ابن القصار : من السرة إلى الركبة ، وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - مبالغة في التحرز من النجاسة ، وإلا فالحماية تحصل بخرقة تحتشي بها . وفور الحيضة : معظم صبها ، من فوران القدر والبحر ، وهو غليانهما . قال ابن عرفة : والمحيض والحيض : اجتماع الدم إلى ذلك المكان ، وبه سمي الحوض لاجتماع الماء فيه ، يقال : حاضت المرأة ، وتحيضت حيضا ومحاضا ومحيضا ، إذا سال الدم منها في أوقات معلومة ، فإذا سال في غيرها قيل : استحيضت ، فهي مستحاضة ، قال : ويقال : حاضت المرأة ، وتحيضت ، ودرست ، وعركت ، وطمثت .

قال غيره : ونفست ، بفتح النون وكسر الفاء ، وحكي في النون الضم ، وقيل : في قوله تعالى : وامرأته قائمة فضحكت [ هود : 71 ] ; أي : حاضت ; وقيل : سمي المحيض حيضا من قولهم : حاضت السمرة : إذا خرج منها ماء أحمر . قال الشيخ : ويحتمل أن يكون قولهم : حاضت السمرة تشبيها بحيض المرأة ، والله تعالى أعلم .

و (قوله : " ثم يباشرها ") أي : تلتقي بشرتاهما ، والبشرة : ظاهر الجلد ، والأدمة : باطنه ، ويعني بذلك : الاستمتاع بما فوق الإزار والمضاجعة ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - للذي سأله عما يحل له من امرأته الحائض ، فقال : " لتشد عليها إزارها ، [ ص: 556 ] ثم شأنك فأعلاها " ، وهذا مبالغة في الحماية ، وأما المحرم لنفسه فهو الفرج ، وإلى هذا ذهب جمهور العلماء من السلف وغيرهم .

و (قولها : " وأيكم يملك إربه ") قيدناه بكسر الهمزة وإسكان الراء ، وبفتح الهمزة وفتح الراء ، وكلاهما له معنى صحيح ، وإن كان الخطابي قد أنكر الأول على المحدثين ، ووجه الأول أن الإرب هو العضو ، والآراب : الأعضاء ، فكنت به عن شهوة الفرج ; إذ هو عضو من الأعضاء ، وهذا تكلف ، بل في " الصحاح " أن الإرب : العضو والدهاء والحاجة أيضا ، وفيه لغات : إرب وإربة وأرب ومأربة ، ويقال : هو ذو أرب ; أي : ذو عقل ، فقولها : " يملك إربه " بالروايتين ، يعني : حاجته للنساء . وقول أم سلمة " في الخميلة " أي القطيفة ، قاله ابن دريد . وقال الخليل : الخميلة : ثوب له خمل ، أي : هدب .

التالي السابق


الخدمات العلمية