المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4801 [ 2584 ] وعن ابن عباس قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه .

رواه أحمد ( 2 \ 276 )، والبخاري (6612)، ومسلم (2657)(20).


و (قوله : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة ) هذا من ابن عباس تفسير قوله تعالى : الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم [النجم: 32] وهي ما دون الكبائر . والفواحش : هي الصغائر . وقال زيد بن ثابت - رضي الله عنه - : هي ما ألموا به في الجاهلية . وقيل : هي مقاربة المعصية من غير إلمام . وقيل : الذنب الذي يقلع عنه ولا يصر عليه ، وقيل غير هذا . وأشبه هذه الأقوال القول الأول . وعليه يدل قوله صلى الله عليه وسلم : " الصلوات الخمس مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " ، والفواحش : جمع فاحشة ، وهي ما يستفحش من الكبائر كالزنا بذوات المحارم ، واللواط ، ونحو ذلك .

[ ص: 674 ] و (قوله : " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا ") أي ؛ قضاه وقدره ، وهو : نص في الرد على القدرية .

التالي السابق


الخدمات العلمية