المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4862 [ 2622 ] وعن سعد بن أبي وقاص ، قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : علمني كلاما أقوله ، قال : قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ، سبحان الله رب العالمين ، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ، قال : فهؤلاء لربي فما لي ؟ قال : قل : اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني . وزاد من حديث أبي مالك الأشجعي : وعافني . ويجمع أصابعه إلى الإبهام ، قال : فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك .


و (قوله : " الله أكبر كبيرا ") نصب (كبيرا) على أنه مفعول بفعل مضمر ، تقديره : أكبر كبيرا ، هذا قول بعض النحويين .

و (قوله : والحمد لله كثيرا ) نصب (كثيرا) على : أنه نعت لمصدر محذوف . كأنه قال : والحمد لله حمدا كثيرا .

و (قوله : فهؤلاء لربي ) أي : هؤلاء الكلمات هي حق الله تعالى ; إذ هي أوصافه . فما لي ؟ أي : فما الذي أذكره لحقي وحظي ؟ فدله صلى الله عليه وسلم على دعاء يشمل له مصالح الدنيا والآخرة ، فقال : قل : اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني ، وارزقني ، وعافني " أي : اغفر لي ذنوبي السالفة ، وارحمني بنعمك المتوالية ، واهدني إلى السبيل الموصل إليك ، وارزقني ما أستعين به على ذلك ، ويغنيني عن غيرك ، وعافني عما ينقض لي شيئا أو ينقصه .

و (قوله : ويجمع بين أصابعه ) أي : عند الكلمات المدعو بها عليك ، تمكينا لها في النفس ، وضبطا لها في الحفظ .

[ ص: 24 ] و (قوله : " فإن هؤلاء تجمع دنياك وآخرتك ") أي : هذه الدعوات تجمع لك خيرات الدارين ، وتكفيك شرورهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية