المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4873 (6) باب

يذكر الله تعالى بوقار وتعظيم

وفضل لا حول ولا قوة إلا بالله

[ 2624 ] عن أبي موسى ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر - وفي رواية : في غزاة - فجعل الناس يجهرون بالتكبير .

وفي رواية : فجعل رجل كلما علا ثنية نادى : لا إله إلا الله والله أكبر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس
اربعوا على أنفسكم ; إنكم لستم تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ، وهو معكم ، قال : وأنا خلفه وأنا أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فقال : يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ فقلت : بلى يا رسول الله ، قال : قل : لا حول ولا قوة إلا بالله .


وفي رواية : والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم .

رواه أحمد (4 \ 394) ، والبخاري (6384) ، ومسلم (2704) (44 - 46) .


[ ص: 25 ] [ (6) ومن باب : يذكر الله تعالى بوقار وتعظيم ، وفضل لا حول ولا قوة إلا بالله ] .

(قوله صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس اربعوا على أنفسكم ، إنكم لستم تدعون أصم ولا غائبا ") أي : ارفقوا . يقال : ربع الرجل يربع : إذا وقف وتحبس ، ومنه قولهم : اربع على ضلعك ، أي : ارفق بنفسك . وإنما قال : " لستم تدعون أصم ولا غائبا " لأنهم رفعوا أصواتهم كما ترفع لمن كان أصم أو غائبا . ثم قال : " تدعون سميعا قريبا ، وهو معكم " . ثم مثل لهم بما بين أيديهم فيما يحسونه ويدركونه ، فقال : " تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ؟ " فهذه معية وقرب بالاطلاع والمشاهدة ، لا بالمكان والزمان .

التالي السابق


الخدمات العلمية