المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4876 (10) باب

ما يدعى به وما يتعوذ منه

[ 2631 ] عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي - في رواية : في بيتي - قال : قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كبيرا - وفي رواية : كثيرا - ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم .

رواه أحمد (1 \ 3) ، والبخاري (834) ، ومسلم (2705) (48) ، والنسائي (3 \ 53) ، وابن ماجه (3835) .


(10) ومن باب : ما يدعى به وما يتعوذ منه

(قول أبي بكر - رضي الله عنه - : علمني دعاء أدعو به في صلاتي ) إنما خص الصلاة ; لأنها بالإجابة أجدر ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء ") . وقد تقدم : أن الظلم وضع الشيء في غير موضعه ، وظلم الإنسان لنفسه هو تركها مع هواها حتى يصدر عنها من المعاصي ما يوجب عقوبتها . وغفران الذنوب : هو سترها بالتوبة منها أو بالعفو عنها .

و (قوله : " فاغفر لي مغفرة من عندك ") أي : تفضلا من عندك ، وإن لم أكن لها أهلا ، وإلا فالمغفرة والرحمة ، وكل شيء من عنده تعالى . وقد أكد ذلك قوله : " وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " أي : لأنك الكثير المغفرة والرحمة ، [ ص: 33 ] لا لأني أستحق ذلك ، وقد استحب بعض العلماء أن يدعى بهذا الدعاء في الصلاة قبل التسليم ، والصلاة كلها عند علمائنا محل للدعاء ، غير أنه يكره الدعاء في الركوع ، وأقربه للإجابة : السجود ، كما قلناه . وقد قدمنا : أنه يجوز أن يدعى في الصلاة بكل دعاء كان بألفاظ القرآن ، أو بألفاظ السنة أو غيرها ; خلافا لمن منع ذلك إذا كان بألفاظ الناس ، وهو أحمد بن حنبل وأبو حنيفة .

التالي السابق


الخدمات العلمية