المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4886 [ 2638 ] وعنه ; أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال : اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت ، وإذا استيقظ قال : الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور .

رواه أحمد (4 \ 302) ، ومسلم (2711) .


و (قوله : " اللهم باسمك أحيا ، وباسمك أموت ") أي : بك يكون ذلك ، فالاسم هنا : هو المسمى ، كقوله تعالى : سبح اسم ربك الأعلى أي : سبح ربك . هذا قول الشارحين .

قلت : وقد استفدت فيه من بعض مشايخنا معنى آخر وهو : أنه يحتمل أنه يعني باسمك المحيي المميت من أسمائه تعالى ، ومعنى ذلك : أن الله تعالى إنما سمى نفسه بأسمائه الحسنى ; لأن معانيها ثابتة في حقه وواجبة له ، فكل ما ظهر في الوجود من الآثار إنما هي صادرة عن تلك المقتضيات ، فكل إحياء في الدنيا والآخرة : إنما هو صادر عن قدرته على الإحياء ، وكذلك القول في الإماتة ، وفي الرحمة والملك ، وغير ذلك من المعاني التي تدل عليها أسماؤه ، فكأنه قال : [ ص: 41 ] باسمك المحيي أحيا ، وباسمك المميت أموت ، وكذلك القول في سائر الأسماء الدالة على المعاني . وبسط ذلك يستدعي تطويلا ، وفيما ذكرناه تنبيه يكتفي به النبيه .

و (قوله : " وإليك النشور ") أي : المرجع بعد الإحياء . يقال : نشر الله الموتى فنشروا ، أي : أحياهم فحيوا ، وخرجوا من قبورهم منتشرين ، أي : جماعات في تفرقة ، كما قال تعالى : كأنهم جراد منتشر

التالي السابق


الخدمات العلمية