المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4895 [ 2646 ] وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفر فأسحر يقول : سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا ، ربنا صاحبنا وأفضل علينا ، عائذا بالله من النار .

رواه مسلم (2718) ، وأبو داود (5086) .


و (قوله : إذا كان في سفر فأسحر ) أي : استيقظ في السحر ، أو خرج في السحر . والسحر : آخر الليل .

و (قوله : " سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه ") وجدته في كتاب شيخنا أبي الصبر أيوب : سمع بفتح السين والميم وتشديدها . قال القاضي : أي بلغ من سمع [ ص: 47 ] قولي . وقيده الخطابي : سمع سامع : بفتح السين وكسر الميم ، وتخفيفها ، وهكذا أذكر أني قرأته ; أي : استمع سامع ، وشاهد شاهد بحمدنا ربنا على نعمه .

قلت : وعلى هذين التقييدين والتفسيرين ، فهو خبر بمعنى الأمر ، أي : ليسمع سامع وليبلغ ، وهذا نحو قوله : " تصدق رجل بديناره ، ودرهمه " أي : ليتصدق . وجمع عليه ثيابه . أي : ليجمع ، وقد تقدم القول في نحو هذا . وحسن بلائه ; بمعنى : ابتلائه ، وقد تقدم أن أصل الابتلاء : الاختبار ، وقد يكون نعمة ، وقد يكون نقمة .

و (قوله : " ربنا صاحبنا ") أي : بحفظك ، وكفايتك ، وهدايتك .

و (قوله : عائذا بالله من النار ) ، هو منصوب على الحال ; أي : أقول ذلك في هذه الحال .

التالي السابق


الخدمات العلمية