المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4908 (17) باب

ما يقال عند صراخ الديكة ونهيق الحمير

[ 2658 ] عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكا ، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنها رأت شيطانا .

رواه أحمد (2 \ 321) ، والبخاري (3303) ، ومسلم (2729) ، وأبو داود (5102) ، والترمذي (3459) ، والنسائي في الكبرى (11391) .


[ (17) ومن باب : ما يقال عند صراخ الديكة ونهيق الحمير ]

(قوله : " إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكا ") هذا يدل على أن الله تعالى خلق للديكة إدراكا تدرك به الملائكة ، كما خلق [ ص: 58 ] للحمير إدراكا تدرك به الشياطين . ويفيد : أن كل نوع من الملائكة والشياطين موجودان ، وهذا معلوم من الشرع قطعا ، والمنكر لشيء منهما كافر ، وكأنه إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء عند صراخ الديكة لتؤمن الملائكة على ذلك الدعاء ، فتتوافق الدعوتان ، فيستجاب للداعي ، والله أعلم .

وإنما أمر بالتعوذ من الشيطان عند نهيق الحمير ، لأن الشيطان لما حضر يخاف من شره ، فينبغي أن يتعوذ منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية