المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4959 [ 2672 ] وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يغار ، وإن المؤمن يغار ، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه .

رواه أحمد (2 \ 343) ، والبخاري (5223) ، ومسلم (2761) ، والترمذي (1168) .


(3) ومن باب : رجاء مغفرة الله سبحانه وسعة رحمته

(قوله : " ليس أحد أحب إليه المدح من الله ") التقييد الصحيح رفع " أحب " على أنه خبر مقدم ، ومبتدؤه : المدح ، والجملة خبر : ليس . وقد قيده بعض الناس : أحب ، بالنصب على أنه خبر : ليس ، وفيه بعد وتكلف ، وقد تقدم القول في محبة الله غير مرة ، ومعناها هنا : أن الله تعالى يثيب مادحيه بما لا يثيب أحد من الخلق مادحه .

و (قوله : " من أجل ذلك مدح نفسه ") أي : من أجل أن يثيب مادحيه مدح نفسه ، لا أنه يهتز للمدح ويرتاح له ; فإن ذلك من سمات فقرنا وحدوثنا ، وهو منزه عن ذلك كله ، وقد تقدم القول في غيرة الله تعالى في الحدود .

[ ص: 80 ] و (قوله : " وليس أحد أحب إليه العذر من الله تعالى ") أي : الاعتذار ، يعني التقدمة بالبيان والأعذار ، ويحتمل أن يريد الاعتذار من عباده له من ذنوبهم إذا استغفروا منها .

و (قوله : " ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله ") الصبر في اللغة : حبس النفس على ما تكرهه ، أو يشق عليها ، وذلك على الله تعالى محال ، لكنه قد يكون معه الصفح عن الجاني ، والحلم عليه والرفق به ، وكل ذلك موجود من الله تعالى فحسن أن يطلق الله تعالى ذلك على نفسه ، وقد سمى نفسه بالصبور كما جاء في الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية