المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
[ 2674 ] وعن أبي أيوب : نحوه

رواه مسلم (2748) (9 و 10) ، وأبو داود () ، والترمذي (3533) .


[ ص: 81 ] و (قوله : " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون ، ويستغفرون الله فيغفر لهم ") هذا خبر من الله تعالى عن ممكن مقدور الوقوع مع علم الله تعالى بأنه لا يقع ، فحصل منه أن الله تعالى يعلم حال المقدر الوقوع ، كما يعلم حال المحقق الوقوع ، ونحو من هذا قول الله تعالى : ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه [ الأنعام : 28 ] وقد عبر بعض العلماء عن هذا بأن قال : إن الله تعالى يعلم ما كان وما يكون ، وما لو كان كيف كان يكون ، وحاصل هذا الحديث : أن الله تعالى سبق في علمه أنه يخلق من يعصيه فيتوب ، فيغفر له ، فلو قدر ألا عاصي يظهر في الوجود لذهب الله تعالى بالطائعين إلى جنته ، ولخلق من يعصيه فيغفر له ، حتى يوجد ما سبق في علمه ، ويظهر من مغفرته ما تضمنه اسمه الغفار ، ففيه من الفوائد : رجاء مغفرته والطماعية في سعة رحمته .

التالي السابق


الخدمات العلمية