المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5263 (4) باب

لا تنظر إلى من فضل الله عليك في الدنيا وانظر إلى من فضلت عليه

[ 2694 ] عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق ، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه .

[ 2695 ] وعنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم .

رواه أحمد (2 \ 314) ، ومسلم (2963) (8) .


و (قوله : " انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ") أي : اعتبروا بمن فضلتم عليه في المال ، والخلق ، والعافية ، فيظهر عليكم ما أنعم الله به عليكم فتشكرونه على ذلك ، فتقومون بحق النعمة ، وذلك بخلاف ما إذا نظر إلى ما فضل عليه غيره من ذلك ; فإنه يضمحل عنده ما أنعم الله عليه به من النعم ، ويحتقرها ، فلا يحسبها نعما ، فينسى حق الله فيها ، وربما حمله ذلك النظر إلى أن تمتد عينه إلى الدنيا فينافس أهلا ، ويتقطع لحسرة فوتها ، ويحسد أهلها ، وذلك هو الهلاك في الدنيا والآخرة .

و (قوله : " فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ") هو عائد على مصدر : انظروا ، وأجدر بمعنى أحق وأوجب ، والازدراء : الاحتقار .

التالي السابق


الخدمات العلمية