المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5266 (6) باب

الخمول في الدنيا والتقلل منها

[ 2697 ] عن عامر بن سعد قال : كان سعد بن أبي وقاص في إبله ، فجاءه ابنه عمر ، فلما رآه سعد قال : أعوذ بالله من شر هذا الراكب ، فنزل ، فقال له : أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم ؟ فضرب سعد في صدره فقال : اسكت ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي .

رواه أحمد (1 \ 168) ، ومسلم (2965) .


[ ص: 120 ] و (قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ") جمهور الرواة قيدوه الخفي - بالخاء المعجمة - من الخفاء ، والتقي : المتقي لله تعالى ، وقد بينا التقوى فيما تقدم . والغني : يعني به : من استغنى بالله ، ورضي بما قسم الله له ، وقيل : يعني به غنى النفس . والخفي : يعني به الخامل الذي لا يريد العلو فيها ، ولا الظهور في مناصبها ، وهذا نحو ما قال في حديث آخر في صفة ولي الله : "وكان غامضا في الناس " أي : لا يعرف موضعه ولا يؤبه له ، وقد رواه الدولابي : الحفي ، بالحاء المهملة ، فقيل : معناه العالم ، من قوله : كأنك حفي عنها [ الأعراف : 187 ] . وقيل : المتحفي بأهله ، الوصول لهم بماله ، الساعي في حوائجهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية