المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5289 [ 2709 ] وعنه ; قال : ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا فقال : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ، ما يجد دقلا يملأ به بطنه .

رواه أحمد (1 \ 24) ، ومسلم (2978) ، وابن ماجه (4164) .


(9 و 10) ومن باب : شدة عيش النبي صلى الله عليه وسلم

الرف : خشبة ترفع عن الأرض ، يلقى عليها ما يرفع ، قاله الحربي ، وقال غيره : هي الغرفة . والشطر : النصف ، وهو هنا نصف وسق شعير . والدقل : أردأ [ ص: 128 ] التمر ، وقد أدقل النخل : إذا ردئ . وقيل : هو جنس من النخل له تمر ، وهو حب كبير له نواة مدورة مقدار الجوزة ، يشبه نوى التمر ، فإذا يبس صار عليه مثل الليفة . وأحاديث هذا الباب كلها وإن اختلفت ألفاظها تدل على : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن [ ص: 129 ] يديم الشبع ، ولا الترفه في العيش ، لا هو ولا من حوته بيوته ، ولا آله . بل : كانوا يأكلون ما خشن من المأكل العلق ، ويقتصرون منه على ما يسد الرمق ، معرضين عن متاع الدنيا ، مؤثرين ما يبقى على ما يفنى ، ثم لم يزل كذلك حالهم مع إقبال الدنيا عليهم واجتماعها بحذافيرها لديهم ، إلى أن وصلوا إلى ما طلبوا ، وظفروا بما فيه رغبوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية