المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
38 (9) باب

من لقي الله تعالى عالما به ، دخل الجنة

[ 21 ] عن عثمان ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " .

رواه أحمد ( 1 \ 65 و 69 ) ، ومسلم ( 26 ) .


(9) ومن باب من لقي الله عالما به ، دخل الجنة

(قوله : " من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة ") حقيقة العلم : هي وضوح أمر ما ، وانكشافه على غايته ، بحيث لا يبقى له بعد ذلك غاية في الوضوح ، [ ص: 197 ] ولا شك في أن من كانت معرفته بالله تعالى ورسوله كذلك ، كان في أعلى درجات الجنة ، وهذه الحالة هي حالة النبيين والصديقين . ولا يلزم فيمن لم يكن كذلك ألا يدخل الجنة ; فإن من اعتقد الحق وصدق به تصديقا جازما لا شك فيه ولا ريب ، دخل الجنة ; كما قدمناه ، وكما دل عليه قوله - عليه الصلاة والسلام - في حديث أبي هريرة : من لقي الله وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله غير شاك فيهما ، دخل الجنة . وكما قال : من كان آخر قوله : لا إله إلا الله دخل الجنة .

فحاصل هذين الحديثين : أن من لقي الله تعالى وهو موصوف بالحالة الأولى والثانية دخل الجنة ; غير أن هناك فرقا بين الدرجتين كما بين الحالتين ، كما صرحت به الآيات الواضحات ; كقوله تعالى : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات [ المجادلة : 11 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية