المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5119 (4) باب

في أرواح المؤمنين وأرواح الكافرين

[ 2726 ] عن أبي هريرة قال : إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها . قال حماد : فذكر من طيب ريحها وذكر المسك . قال : ويقول أهل السماء : روح طيبة جاءت من قبل الأرض ، صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه ، فينطلق به إلى ربه عز وجل ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال : وإن الكافر إذا خرجت روحه . قال حماد : وذكر من نتنها وذكر لعنا . ويقول أهل السماء : روح خبيثة جاءت من قبل الأرض ، قال : فيقال : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال أبو هريرة : فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا .

رواه مسلم (2872) .


و (قوله : " صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه ") الصلاة هنا بمعنى الرحمة ، وهذا يدل على أن الروح كالساكن في المنزل ، فهو عامره ومدبره . ويفيد أن الروح من قبيل الجواهر ، وأنها داخلة في الجسد ، وقد تكلمنا على الأرواح .

و (قوله : " فينطلق به إلى ربه ") أي : إلى كرامة ربه ، أو إلى محل إكرام ربه [ ص: 150 ] له ، وآخر الأجل هو يوم القيامة . والريطة الملاءة التي ليست لفقين .

التالي السابق


الخدمات العلمية