المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5053 [ 2747 ] وعن سهل بن سعد الساعدي قال : شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى ، ثم قال في آخر حديثه : فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . ثم اقترأ هذه الآية : تتجافى جنوبهم عن المضاجع إلى قوله : بما كانوا يعملون [ السجدة : 16 و 17 ] .

رواه أحمد (5 \ 334) ، ومسلم (2825) .


[ ص: 173 ] و (قوله : " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام لا يقطعها ") الرواية التي لا يعرف غيرها (الراكب) مرفوع ، فاعل : يسير ، والجواد : منصوب مفعول بيسير ، والمضمر : نعته ، وكذلك السريع ، ومعناه : يجري الراكب فرسه السريع الذي قد ضمر هذه المدة فلا يقطعها ، وقيل : هي شجرة طوبى ، والله تعالى أعلم . وقد تقدم القول في تضمير الخيل في كتاب الجهاد . ومعنى ظلها : نعيمها وراحتها ، من قولهم : عيش ظليل ، وقيل : معنى ظلها : ذراها وناحيتها وكنفها ، كما يقال : أنا في ظلك ، أي : في كنفك وحوطتك .

[ ص: 174 ] قلت : والذي أحوج إلى هذين التأويلين أن الظل المتعارف عندنا إنما هو وقاية عن حر الشمس وأذاها ، وليس في الجنة شمس ، وإنما هي أنوار متوالية لا حر فيها ، ولا قر ، بل : لذات متوالية ، ونعم متتابعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية