المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
469 [ 243 ] وفي رواية : فمن أين يكون الشبه ؟ إن ماء الرجل غليظ أبيض ، وماء المرأة رقيق أصفر . فمن أيهما علا ، أو سبق ، يكون منه الشبه .

رواه أحمد ( 3 \ 282 ) ، ومسلم ( 311 ) عن أم سليم .


و (قوله : " فمن أين يكون الشبه ") يروى بكسر الشين وسكون الباء ، وفتح الشين والباء لغتان ، كما يقال : مثل ، ومثل ، ومعنى ذلك مفسر في حديث عائشة وثوبان ، وما ذكره من صفة الماءين إنما هو في غالب الأمر واعتدال الحال ، وإلا فقد تختلف أحوالهما للعوارض .

و (قوله : " فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه ") أي : فمن أجل علو أو سبق أحدهما يكون الشبه . ويحتمل : أن يقال : إن " من " زائدة على قول بعض الكوفيين : إنها تزاد في الواجب بتقدير أيهما . ويحتمل أن يكون " أو " شكا من أحد الرواة . ويحتمل أن يكون تنويعا ; أي : أي نوع كان منهما ، كان منه الشبه ، كما قال الشاعر :


فقالوا لنا ثنتان لا بد منهما صدور رماح أشرعت أو سلاسل

أي : أحد النوعين لا بد منه . " وسبق " أي : بادر بالخروج ، وقد جاء في غير كتاب مسلم : " سبق إلى الرحم " . ويحتمل أن يكون بمعنى : غلب ، من قولهم : [ ص: 571 ] سابقني فلان فسبقته ; أي : غلبته ، ومنه قوله تعالى : وما نحن بمسبوقين [ الواقعة : 60 ] ; أي : مغلوبين ، فيكون معناه : يكثر .

التالي السابق


الخدمات العلمية