المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
272 (22) باب

آخر من يخرج من النار وآخر من يدخل الجنة وما لأدنى أهل الجنة منزلة وما لأعلاهم

[ 2774 ] عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها ، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة : رجل يخرج من النار حبوا ، فيقول له الله : اذهب فادخل الجنة ، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى ، فيرجع فيقول : يا رب وجدتها ملأى ، فيقول الله تعالى : اذهب فادخل الجنة ، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها - أو : إن لك عشرة أمثال الدنيا - قال : فيقول : أتسخر بي - أو : أتضحك بي - وأنت الملك ؟ قال : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه ، قال : فكان يقال : ذاك أدنى أهل الجنة منزلا .

رواه مسلم (186) (308) ، والترمذي (2599) ، وابن ماجه (4339) .


[ ص: 203 ] و (قوله : " أتسخر مني وأنت الملك ؟ " ، وفي اللفظ الآخر : " أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟ ") يحتمل أن يكون هذا القول صدر من هذا الرجل عند غلبة الفرح عليه ، واستحقاقه إياه ، فغلط كما غلط الذي قال : " اللهم أنت عبدي وأنا ربك " . ويحتمل أن يكون معناه : أتجازيني على ما كان مني في الدنيا من الاستهزاء والسخرية بأعمالي وقلة احتفالي بها ، فيكون هذا على جهة المقابلة ، كما قال تعالى : الله يستهزئ بهم [ البقرة : 15 ] و ومكروا ومكر الله [ آل عمران : 15 ] وقد تقدم القول في ضحك الله تعالى ، وأنه راجع إلى الرضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية