المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
274 [ 2775 ] وعنه ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : آخر من يدخل الجنة رجل ، فهو يمشي مرة ويكبو مرة ، وتسفعه النار مرة ، فإذا ما جاوزها التفت إليها ، فقال : تبارك الذي نجاني منك ، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين ، فترفع له شجرة فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها ، فيقول الله تعالى : يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها ، فيقول : لا يا رب ، ويعاهده ألا يسأله غيرها ، وربه يعذره ; لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها ، فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى ، فيقول : أي رب ! أدنني من هذه لأشرب من مائها ، وأستظل بظلها ، لا أسألك غيرها ، فيقول : يا بن آدم ألم تعاهدني ألا تسألني غيرها ؟ فيقول : لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها ، فيعاهده ألا يسأله غيرها ، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها ، فيستظل بظلها ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين ، فيقول . . . إلى : فيدنيه منها ، فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة ، فيقول : أي رب أدخلنيها ، فيقول يا ابن آدم ما يصريني منك ؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟ فيقول : أي رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟ فضحك ابن مسعود ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ فقالوا : مم تضحك ؟ فقال : هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : مم تضحك يا رسول الله ؟ قال : من ضحك رب العالمين فيقول : إني لا أستهزئ منك ، ولكني على ما أشاء قادر .

رواه أحمد (1 \ 391) ، ومسلم (187) .

التالي السابق


الخدمات العلمية