المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5173 [ 2809 ] وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة . وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة .

رواه أحمد (2 \ 271) ، والبخاري (7116) ، ومسلم (2906) .


[ ص: 244 ] و (قوله : " حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة ") المعروف في ذي الخلصة : الفتح في الخاء واللام ، وهكذا قرأته ورويته في كتاب مسلم ، وفي السيرة لابن إسحاق . قال القاضي : يقال بفتح الخاء واللام وضمهما ، وبسكون اللام وجدته بخطي عن أبي بحر في الأم . وتبالة ، بفتح التاء والباء : موضع باليمن ، وليس بتبالة التي يضرب بها المثل الذي يقال فيه : هو أهون على الحجاج من تبالة . تلك بالطائف . قال ابن إسحاق : وذو الخلصة : بيت فيه صنم يسمى ذا الخلصة ، لدوس ، وخثعم ، وبجيلة ، وكان يسمى : الكعبة اليمانية ، بعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جرير بن عبد الله فحرقه بالنار .

قلت : ومعنى هذا الحديث أن دوسا يظهر فيها الارتداد عن دين الإسلام ، ويرجعون إلى ما كانوا عليه من عبادة الأوثان ، كما قال في حديث عائشة - رضي الله عنها - : " لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى " ، وسيأتي في التفسير . وتضطرب : تتحرك عند الطواف بذلك الصنم . والأليات : جمع ألية .

التالي السابق


الخدمات العلمية