المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5215 [ 2825 ] وعن عبد الله بن عمر ، أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في رهط قبل ابن صياد ، حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة ، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم ، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد : أتشهد أني رسول الله ؟ فنظر إليه ابن صياد فقال : أشهد أنك رسول الأميين ، فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : آمنت بالله وبرسله ، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماذا ترى ؟ قال ابن صياد : يأتيني صادق وكاذب ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : خلط عليك الأمر ، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني قد خبأت لك خبيئا ، فقال ابن صياد : هو الدخ ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : اخسأ فلن تعدو قدرك ، فقال عمر بن الخطاب : ذرني يا رسول الله أضرب عنقه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يكنه فلن تسلط عليه ، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله .

وقال أيضا : انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد ، حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل ، طفق يتقي بجذوع النخل ، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد ، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراش في قطيفة له ، فيها زمزمة ، فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل ، فقالت لابن صياد : يا صاف - وهو اسم ابن صياد - هذا محمد ، فثار ابن صياد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو تركته بين . قال عبد الله : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو له أهل ، ثم ذكر الدجال فقال : إني لأنذركموه ، ما من نبي إلا وقد أنذره قومه ، لقد أنذره نوح قومه ، ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه ، إنه أعور وإن الله تبارك وتعالى ليس بأعور .

وقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال يوم حذر الناس الدجال : إنه مكتوب بين عينيه كافر ، يقرؤه من كره عمله ، أو يقرؤه كل مؤمن . وقال : تعلموا أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت .

رواه أحمد (2 \ 148) و (196) في إثر الرقم السابق ، والبخاري (3055 - 3057) ، ومسلم (2930) (95) و (2913) ، وأبو داود (4329) ، والترمذي (2235) .

التالي السابق


الخدمات العلمية