المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5030 (19) باب إغراء الشيطان بالفتن

[ 2844 ] عن جابر ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم .

رواه أحمد (3 \ 313) ، ومسلم (2812) ، والترمذي (1938).


[ ص: 310 ] و (قوله : " إن الشيطان قد يئس من أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ") يعني - والله أعلم - أن المسلمين في جزيرة العرب ما أقاموا الصلاة فيها وأظهروها ، لم يظهر فيها طائفة يرتدون عن الإسلام إلى عبادة الطواغيت والأوثان ، فإذا تركوا الصلاة وذهب عنهم اسم المصلين ، فإذ ذلك يكونون شرار الخلق ، وهذا إنما يتم إذا قبض الله تعالى المؤمنين بالريح الباردة المذكورة في حديث عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنهما . وحينئذ يتمثل لهم الشيطان فيقول لهم : ألا تستجيبون ؟ فيقولون : فماذا تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان ، وحينئذ تضطرب أليات دوس حول ذي الخلصة ، وتعبد اللات والعزى . والله أعلم ، وقد تقدم القول في جزيرة العرب .

و (قوله : " ولكن في التحريش بينهم ") أي : في الخلاف والشرور والعداوة والبغضاء بينهم ، حتى تكون من ذلك أمثال تلك الفتن العظيمة والخطوب الجسيمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية