المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5330 [ 2852 ] وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قيل لبني إسرائيل : ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة يغفر لكم خطاياكم ، فبدلوا ، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم ، وقالوا : حبة في شعرة .

رواه أحمد (2 \ 318) ، والبخاري (3403) ، ومسلم (3015) ، والترمذي (2956) .


و (قوله : " ادخلوا الباب سجدا ، وقولوا حطة ") هذا الباب : هو الباب الثامن من بيت المقدس . قاله مجاهد . وقيل : باب القرية ، وقال أبو علي : باب قرية فيها موسى - عليه السلام - وسجدا : قال ابن عباس : منحنين ركوعا . وقال [ ص: 316 ] غيره : خضوعا وشكرا لتيسير الدخول . وحطة : بمعنى حط عنا ذنوبنا ، قاله الحسن . وقال ابن جبير : معناه الاستغفار . ثعلب : التوبة . قال الشاعر :

فاز بالحطة التي جعل اللـ ـه بها ذنب عبده مغفورا

الكلبي : تعبدوا بقولها كفارة . وهو مرفوع على أنه خبر ابتداء محذوف ; أي : مسألتنا وأمرنا حطة .

و (قوله : " فدخلوها يزحفون على استاههم ") أي : ينجرون على ألياتهم فعل المقعد الذي يمشي على أليته . يقال : زحف الصبي : إذا مشى كذلك ، وزحف البعير : إذا أعيا . وقالوا مستهزئين : " حبة في شعرة " ، وفي غير كتاب مسلم : " حنطة في شعر " ، فعصوا ، وتمردوا ، واستهزؤوا ، فعاقبهم بالرجز ، وهو العذاب بالهلاك . قال ابن زيد : كان طاعونا أهلك منهم سبعين ألفا .

التالي السابق


الخدمات العلمية