المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
228 [ 2872 ] وعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما : أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ! قال : إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ، فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت ! فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ، فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت ! فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا ، حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش ، فيقال لها : ارتفعي ، أصبحي طالعة من مغربك ! فتصبح طالعة من مغربها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون متى ذلكم ؟ حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا [ الأنعام : 158 ]

رواه أحمد (5 \ 145) ، ومسلم في الإيمان (159) (250) ، والنسائي في الكبرى (11176) .


و (قوله " إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها ") ، قد كثرت أقوال الناس في معنى مستقر الشمس ، وأشبه ما يقال فيه : إنه عبارة عن انتهائها إلى أن تسامت جزءا من العرش معلوما بحيث تخضع عنده وتذل ، وهو المعبر عنه بسجودها ، وتستأذن في سيرها المعتاد لها من ذلك المحل متوقعة ألا يؤذن لها في ذلك وأن تؤمر بالرجوع من حيث جاءت وبأن تطلع من مغربها ، فإن كانت الشمس ممن تعقل نسب ذلك كله إليها لأنه صدر عنها ، وإن كانت مما لا يعقل فعل ذلك الملائكة الموكلون بها ، والله تعالى أعلم - وكل ذلك ممكن ، وهذا القول موافق لمعنى هذا الحديث ، فتأمله !

التالي السابق


الخدمات العلمية