المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5353 (7) ومن سورة الأعراف

[ 2874 ] عن ابن عباس قال : كانت امرأة تطوف بالبيت وهي عريانة ، فتقول : من يعيرني تطوافا - تجعله على فرجها ! وتقول :


اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله



فنزلت هذه الآية :
خذوا زينتكم [ الأعراف : 31 ]

رواه مسلم (3028) ، والنسائي (5 \ 233) .


[ ص: 346 ] (7) ومن سورة الأعراف

(قوله " كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة ، فتقول : من يعيرني تطوافا - تجعله على فرجها ! ") ، التطواف بكسر التاء : ثوب تطوف به ، وقد تقدم أن قريشا كانت ابتدعت في الحج أمورا منها أنه كان لا يطوف أحد بالبيت إلا عريانا إلا أن يكون أحمسيا ، وهم من ولد كنانة ، أو من أعاره تطوافا أحمسي ، فإن طاف من لم يكن كذلك في ثيابه ألقاها فلا ينتفع بها هو ولا غيره ، وتسمى تلك الثياب باللقى ، حتى قال شاعر العرب :


كفى حزنا كري عليه كأنه لقى بين أيدي الطائفين حريم

وكان هذا الحكم منهم عاما في الرجال والنساء ، ولذلك طافت هذه المرأة عريانة وأنشدت الشعر المذكور في الأصل ، قال القاضي : وهذه المرأة هي ضباعة بنت عامر بن قرط - فلما جاء الإسلام ستر الله تعالى هذه العورات ورفع هذه الآثام ، فأنزل الله تعالى : يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد [ الأعراف : 31 ] وأذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا يطوف بالبيت عريان ، وفهم من [ ص: 347 ] هذا الأمر وجوب ستر العورة للصلاة على خلاف فيه تقدم ذكره ، وحاصله أن الجمهور على أنها فرض ، واختلف فيها عن مالك على ثلاثة أقوال : الوجوب مطلقا ، والسنة مطلقا ، والفرق ; فتجب مع العمد ، ولا تجب مع النسيان والعذر .

التالي السابق


الخدمات العلمية