المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5002 (11) ومن سورة الإسراء

قد تقدمت في كتاب الإيمان أحاديث الإسراء .

انظر هذه الأحاديث في التلخيص في كتاب الإيمان .

[ 2884 ] عن عبد الله بن مسعود قال : بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر بنفر من اليهود ، فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح ! فقالوا : ما رابكم إليه ؟ لا يستقبلكم بشيء تكرهونه ! فقالوا : سلوه . فقام إليه بعضهم فسأله عن الروح ، قال : فأسكت النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يرد عليه شيئا ، فعلمت أنه يوحى إليه . قال : فقمت مكاني ، فلما نزل الوحي قال : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا [ الإسراء : 85 ] .

وفي رواية : وما أوتوا .

رواه أحمد (1 \ 389) ، والبخاري (125) ، ومسلم (2794) (32 و 33) ، والترمذي (3140) .


[ ص: 356 ] (11) ومن سورة الإسراء

قد تقدم الكلام في الإسراء وفي أحاديثه في كتاب الإيمان ، وتقدم الكلام في الروح في كتاب الصلاة ، وقد اختلف الناس في الروح التي سألت اليهود عنها النبي صلى الله عليه وسلم ; فقيل : هو عيسى عليه السلام . وقيل : هو جبريل عليه السلام . وقيل : هو روح الإنسان - وهذا الأخير هو الأولى ; لأن اليهود لا تقر بأن عيسى - عليه السلام - ولد بغير أب ، وجبريل عندها ملك معروف ، فتعين الثالث ، وهو الذي يناسب الإبهام في قوله حيث أجابهم بقوله : قل الروح من أمر ربي [ الإسراء : 85 ] أي : هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله تعالى مبهما له ، [ ص: 357 ] وتاركا تفصيله ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها ، وإذا كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا كان بعجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى .

و (قوله " فأسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) بمعنى سكت ، يقال : سكت ، وأسكت - لغتان ، وقيل : معنى أسكت أطرق ساكتا .

التالي السابق


الخدمات العلمية