المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5003 (13) ومن سورة مريم

[ 2889 ] عن خباب قال : كان لي على العاص بن وائل دين ، فأتيته أتقاضاه ، فقال لي : لن أقضيك حتى تكفر بمحمد ! قال : فقلت له : لن أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث ! قال : وإني لمبعوث من بعد الموت ؟ فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد ! قال : فنزلت هذه الآية : أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا إلى قوله : ويأتينا فردا [ مريم : 77 - 80 ]

وفي رواية قال خباب : كنت قينا في الجاهلية ، فعملت للعاص بن وائل عملا ، فأتيته . . . وذكره .

رواه البخاري (4733) ، ومسلم (2795) (35 و 36) ، والترمذي (3161) .


[ ص: 361 ] (13) ومن سورة مريم

(قول خباب " كنت قينا في الجاهلية " ) ; أي : حدادا ، وهذا أصل هذا اللفظ ، وقد يقال على كل صانع ، وقد تقدم ذلك .

و (قوله تعالى : أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا [ مريم : 78 ] ; أي : أنظر في اللوح المحفوظ فرأى أمنيته أم أعطاه الله موثقا بذلك ، وهذا توبيخ له على جهله وتحكمه ، ثم إنه تعالى نفى ذلك وزجره عنه وتوعده عليه بقوله : كلا سنكتب ما يقول ; أي : نكتب في ديوان أعماله ، أو نريه ذلك مكتوبا عليه في القيامة ، ونمد له من العذاب مدا أي : نزيده منه أضعافا ، من قولهم : مد النهر ، ومده نهر آخر ، ونرثه ما يقول ; أي : نسلبه ما يقول بالموت ، ويقول : بمعنى قال ، يعني به ماله أو ولده ، وعبر عن الحال بالماضي لقربه أو لتماديه على ذلك [ ص: 362 ] القول . وفردا : وحيدا مسلوبا لا نصير له ولا مجير .

التالي السابق


الخدمات العلمية