المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4994 (14) ومن سورة الأنبياء

[ 2890 ] عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ، ثم يقول : أنا الملك ! أين ملوك الأرض ؟

رواه البخاري (4812) ، ومسلم (2787) ، ولم يذكره المؤلف في التلخيص وقد شرح ما أشكل فيه في المفهم [ 2891 ] وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يطوي " بدل " يقبض " ، وفي رواية : يأخذ .

رواه البخاري (7413) ، ومسلم (2788) (24 و 25) ، وأبو داود (4732) ، وابن ماجه (198) .

ولم يذكره المؤلف في التلخيص وقد شرح ما أشكل فيه في المفهم
(14) ومن سورة الأنبياء

(قوله " يقبض الله تبارك وتعالى ") في هذه الرواية ، وفي الرواية الأخرى " يطوي " ، وفي الثالثة " يأخذ " ، هذا الاختلاف يدل على أنه نقل بالمعنى وأن اللفظ الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعين ، وحاصل مدلول هذه الألفاظ أنه تعالى يفعل في السماوات والأرض فعلا وهو أنه يقبض مبسوطهما ويطمس أنوارهما ، فعبر عن ذلك بعبارات مختلفة كالطي والتكوير وغير ذلك مما في معناه مما جاء في الكتاب . وقد تقدم أن اليد تطلق في اللسان على القدرة والنعمة ، والمراد بها هنا القدرة ، وكذلك الإصبع ، وسيأتي تكميل هذا المعنى في الزمر .

و (قوله تعالى : كطي السجل للكتب [ الأنبياء : 104 ] ) ، اختلف المفسرون في السجل ; فقال يزيد : هو اسم كاتب النبي صلى الله عليه وسلم . وقال ابن عباس : السجل بلغة الحبش الرجل . وقد روى ذلك أبو داود من حديث أبي الجوزاء عن ابن عباس قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يسمى السجل . وهو قوله : يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب [ الأنبياء : 104 ] .

[ ص: 363 ] قلت : وفي إسناده مقال ، وقال السدي : اسم ملك يكتب أعمال العباد . وقال مجاهد : هو الصحيفة . واللام بمعنى على ، أي : على المكتوب ، وقيل : هي على أصلها ، ويكون معناه : ليصير كتابا . والمساجلة : المكاتبة ، وأصله منازعة الدلو ، قال :


من يساجلني يساجل ماجدا يملأ الدلو إلى عقد الكرب



التالي السابق


الخدمات العلمية