المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5362 (15) ومن سورة الحج

[ 2892 ] عن قيس بن عباد قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما : إن هذان خصمان اختصموا في ربهم [ الحج : 19 ] أنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر : حمزة ، وعلي ، وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة .

رواه البخاري (3968) ، ومسلم (3033) .


(15) ومن سورة الحج

(قوله : هذان خصمان إشارة إلى الفريقين اللذين ذكرهما أبو ذر ، وهما : علي وحمزة وعبيدة ، وهم المؤمنون ، والفريق الآخر : عتبة وشيبة ، والوليد بن عتبة - التقيا يوم بدر في أول الحرب ، فافتخر المشركون [ ص: 364 ] بدينهم وانتسبوا إلى شركهم ، وافتخر المسلمون بالإسلام وانتسبوا إلى التوحيد . ولما خرج المشركون ودعوا إلى البراز خرج إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة الأنصاري ، فلما انتسبوا لهم قالوا : أكفاء كرام ، ولكنا نريد قومنا ! فخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعلي رضي الله عنهم ، فأما حمزة وعلي فلم يمهلا صاحبيهما فقتلاهما ، واختلفت بين عبيدة وشيبة ضربتان كلاهما أثبت صاحبه ، وكر حمزة وعلي على شيبة فقتلاه واحتملا صاحبيهما ، فمات من جرحه ذلك بالصفراء عند رجوعه .

وقال قتادة : هم أهل الكتاب ، افتخروا بسبق دينهم وكتابهم ، فقال المسلمون : كتابنا مهيمن على الكتب ، ونبينا خاتم الأنبياء . وقال مقاتل : أهل الملل في دعوى الحق .

و (قوله : قطعت لهم ثياب من نار [ الحج : 19 ] ) ; أي أعدت ، كما يقطع من الثوب القميص والسراويل ، كما قال تعالى : سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار [ إبراهيم : 50 ] فألبسوا والله ثيابا العري خير منها ، كما أطعموا طعاما وسقوا شرابا الجوع والظمأ خير منهما .

و (قوله : يصهر به ما في بطونهم والجلود [ الحج : 20 ] ) ; أي : يقطع به وينضج ويذاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية