المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4979 (22) ومن سورة حم السجدة

[ 2905 ] عن ابن مسعود قال : اجتمع عند البيت ثلاثة نفر : قرشيان وثقفي - أو ثقفيان وقرشي - قليل فقه قلوبهم ، كثير شحم بطونهم ، فقال أحدهم : أترون الله يسمع ما نقول ؟ وقال الآخر : يسمع إن جهرنا ، ولا يسمع إن أخفينا ، وقال الآخر : إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا . فأنزل الله عز وجل : وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم [ فصلت : 22 ]

رواه البخاري (7521) ، ومسلم (2775) ، والترمذي (3245) .


[ ص: 394 ] (22) ومن سورة حم السجدة

(قوله : قليل فقه قلوبهم ) أي : فقههم قليل ، أو معدوم ، وكثير شحم بطونهم ، أي : هم سمان ، إذ ليس لهم هم في عبادة ، ولا حظ من صوم ، ولا مجاهدة . وإنما همهم أن يأكلوا أكل الأنعام من غير مبالاة باكتساب الآثام . وفيه تنبيه على سبب قلة فهمهم ، فإن البطنة تذهب بالفطنة .

و (قوله : وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم [ فصلت : 22 ] أي : ما كنتم تتقون شهادة تلك الجوارح ، فتستتروا عنها بالامتناع عن المعاصي ، قاله مجاهد . قال قتادة : وما كنتم تظنون ذلك .

و (قوله : ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون [ فصلت : 22 ] أي : شككتم في ذلك لجهلكم .

و (قوله : وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم [ فصلت : 23 ] أي : وذلك ظنكم الواقع بكم اللازم لكم ، فهي جملة ابتدائية ، و (أرداكم) : خبر ثان ، قاله [ ص: 395 ] الزجاج ، وقال غيره : حال ; أي : قد أرداكم ; أي : أهلككم . مقاتل : أغواكم . وقيل : هو خبر المبتدأ الأول ، و (ظنكم) بيان ذلك .

و (قوله : فأصبحتم من الخاسرين ) ، أي : صرتم خاسرين في صفقتكم ، مغبونين في بيعكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية