المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
508 (30) باب

لا تقضي الحائض الصلاة

[ 262 ] عن معاذة ; قالت : سألت عائشة فقلت : ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟ فقالت : أحرورية أنت ؟ قلت : لست بحرورية . ولكني أسأل . قالت : كنا يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة .

رواه أحمد ( 6 \ 250 ) ، والبخاري ( 321 ) ، ومسلم ( 335 ) ، وأبو داود ( 262 و 263 ) ، والترمذي ( 130 ) ، والنسائي ( 1 \ 191 - 192 ) .


[ ص: 595 ] (30) ومن باب لا تقضي الحائض الصلاة

(قول عائشة : " أحرورية أنت ؟ ") إنكار عليها أن تكون سمعت شيئا من آراء الخوارج في ذلك ، وذلك أن طائفة منهم يرون على الحائض قضاء الصلاة ; إذ لم تسقط عنها في كتاب الله ، على أصلهم في رد السنة ، على خلاف بينهم في المسألة ، وقد أجمع المسلمون على خلافهم ، وأنه لا صلاة تلزمها ، ولا قضاء عليها . وفي كتاب أبي داود : أن سمرة كان يأمر النساء بقضاء صلاة الحيض ، فأنكرت ذلك أم سلمة ، وكان قوم من قدماء السلف يأمرون الحائض أن تتوضأ عند أوقات الصلوات ، وتذكر الله ، وتستقبل القبلة جالسة . قال مكحول : كان ذلك من هدي نساء المسلمين ، واستحبه غيره ، قال غيره : هو أمر متروك عند جماعة من العلماء ، مكروه ممن فعله .

التالي السابق


الخدمات العلمية